وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل الخميس
المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أنها
تتحمل هذه المسؤولية "ليس عما يجري اليوم فحسب، بل وعما سيجري غداً وبعد
غد"، غير أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال إن الناس يموتون يومياً من
السرطان.


وقال عباس في مداخلة أمام المجلس الثوري المنعقد في مقر
الرئاسة برام الله: "المسؤولية الكاملة عن التصعيد في الأرض الفلسطينية،
باستعمالها القوة القاتلة ضد المتظاهرين والتي كانت نتيجته شهيدين من أبناء
شعبنا الليلة الماضية".

وأضاف الرئيس الفلسطيني "يبدو أن إسرائيل تسعى إلى بلبلة الأجواء وإثارة
الفوضى في الأرض الفلسطينية، لأنه من غير الممكن أن مظاهرات سلمية تنتج
شهيدين، وقبلها شهيد وقبلها شهداء وبعدها يعلم الله ماذا يجري".

\وتابع قائلاً: "هذه التصرفات نقول عنها إن إسرائيل تريد تصعيد الوضع
الأمني في الأرض الفلسطينية، لأنها لو كانت حريصة على الأمن والعلاقات لما
استعملت القوة القاتلة ضد المتظاهرين" بحسب ما نقلت وكالة الأنباء
الفلسطينية "وفا".

وأوضح عباس "'بالتالي إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية أولا وأخيرا، ليس
فقط عما يجري اليوم، إنما عما يجري غدا وبعد غد، كنت أقرأ في الماضي في
الصحافة الإسرائيلية، وهذا شيء مكتوب ’أين الانتفاضة الثالثة؟‘"

إسرائيل: الناس يموتون كل يوم من السرطان

من ناحيته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنير إن
الناس يموتون كل يوم نتيجة مرض السرطان، ولكن يجب أن نتعامل مع الأحداث
الأخيرة من أجل احتوائها وتقليص مستوى العنف، فهذا مهم جداً بالنسبة إلى
الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال ليرنير إن مقتل الشابين الفلسطينيين عند الحاجز العسكري
قرب طولكرم جاء كرد فعل طبيعي على "اعتداء الفلسطينيين على الجنود عند
الحاجز العسكري.. والنتائج كانت قاتلة! لكن الفلسطينيين الذين أطلقوا أعمال
العنف دفعوا الثمن ونحن نبذل كل الجهود للحد من هذه النتائج".

وحول احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة، قال المتحدث باسم الجيش
الإسرائيلي إن الوضع الأمني الحالي لا يصب في مصلحة أي طرف، مضيفاً أن
"الأمن من مصلحة إسرائيل والفلسطينيين.. والسلطة الفلسطينية لا تريد إخراج
الأمر عن السيطرة.. ويجب أن نستمر في العمل على احتواء العنف".

تشييع أبو حمدية وقتيلي طولكرم

وقد بدأ الفلسطينيون الخميس تشييع جثامين 3 من أبنائهم، أحدهم الأسير
ميسرة أبو حمدية الذي أثار موته إضراباً عاماً واحتجاجات ومواجهات في الضفة
الغربية أدت إلى مقتل شابين بالقرب من طولكرم يتم تشييع جثمانهما الخميس
أيضاً.

ففي الخليل، بدأ الآلاف تشييع جثمان أبو حمدية، الذي توفي الثلاثاء في أحد السجون الإسرائيلية إثر إصابته بسرطان في الحنجرة.

وكان الأسرى الفلسطينيون أعلنوا إضراباً عن الطعام لمدة 3 أيام احتجاجاً
على وفاة أبو حمدية إذ اتهموا السلطات الإسرائيلية بالامتناع عن الإفراج
عنه مراعاة لحالته الصحية.

وقال مراسلنا في الخليل إنه ستتم مواراة جثمانه في مقبرة الشهداء بمراسم
جنائزية عسكرية وسط حالة من الغضب تسود المدينة وإضراب في كل مرافقها.

وكانت إسرائيل سلمت جثة أبو حمدية للسلطة الفلسطينية الأربعاء، مؤكدة أن
سبب الوفاة هو تفشي السرطان في جسمه، غير أن الجهات الفلسطينية المختصة
أجرت تشريحاً آخر، أظهر تفشياً كبيراً لمرض السرطان في جسد الأسير الراحل.

وفي شمال الضفة الغربية، وتحديداً في طولكرم، حيث قتل الشابان
الفلسطينيان عامر نصار (17 عاما) وناجي بلبيسي (18 عاما) عند حاجز عناب
العسكري خلال مواجهات، تسود حالة احتقان شديد في أوساط الفلسطينيين.

ويشكل تشييع اثنين من أبناء مدينة عنبتا، قرب طولكرم، من الحالات
النادرة التي يتم فيها تشييع شخصين من المدينة نفسها منذ الانتفاضة
الثانية.

مواجهات في الخليل

شارك آلاف الفلسطينيين في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية الخميس في
جنازة الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، الذي توفي الثلاثاء في سجن
إسرائيلي، في جو مشحون بعد ساعات من مقتل شابين فلسطينيين في اشتباكات مع
الجيش الاسرائيلي.

وأفاد مراسلنا في الخليل بأن مواجهات دائرة في المدينة في أعقاب
الجنازة، وأن المئات من الشبان الفلسطينيين يلقون الحجارة على الجنود
الإسرائيليين الذين يردون بإطلاق الرصاص المطاطي.

وأشار إلى أن هناك العشرات من الإصابات بين الفلسطينيين جراء الرصاص
المطاطي، موضحاً أن إسرائيل وضعت قواتها في الخليل في حالة استنفار، فيما
خرج الفلسطينيون بأعداد كبيرة.

حماس تعتقل سلفيين

وفي قطاع غزة، أعلنت مصادر مقربة من جماعات سلفية في القطاع أن الأجهزة
الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة بقيادة حماس اعتقلت ناشطاً
سلفياً، واستدعت آخر على خلفية مسؤولية هذه الجماعات عن إطلاق صواريخ على
إسرائيل.

من ناحية أخرى، نفى ناطق باسم وزارة الداخلية بحكومة حماس القيام بمثل هذه الاعتقالات.

وكان الجيش الاسرائيلي قال إن صواريخ أطلقت من غزة باتجاه جنوبي إسرائيل
سقط أحدها داخل الأراضي الإسرائيلية ولم يوقع إصابات، بينما انفجرت
الصواريخ الأخرى قبل وصولها إسرائيل.

وفي الأثناء، نصبت إسرائيلية بطارية صواريخ باتريوت خامسة قرب الحدود مع غزة لاعتراض الصواريخ التي تنطلق من داخل القطاع.

في القدس، قال مراسلنا إن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في الحادث
لمعرفة كيفية وصول الشابين اللذين قتلا عند حاجز عناب العسكري وسبب إقدام
عناصر الجيش على إطلاق النار عليهما.

قراقع: سنلاحق الإسرائيليين ونقاضيهم

وفي تصريح لسكاي نيوز عربية، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع
إن أهم نتائج التشريح الذي تم بمشاركة أطباء أردنيين أنه كشفت أن مرض
السرطان كان منتشراً في كافة أنحاء جسد أبو حمدية حتى وصل العظام ما يعني
أن العمر الزمني لإصابته بالسرطان ليس وليد شهر أو شهرين وإنما سنوات وأنه
لم يقدم له الدواء الصحيح.

وأضاف قراقع أن إدارة السجون الإسرائيلية تجاهلت إصابة أبو حمدية
بالسرطان وكانت تعطيه أدوية غير مناسبة لحالته ومسكنات ما أدى إلى "استفحال
واستشراء المرض في جسده إلى أن سقط شهيداً"، مشيراً إلى أنه كان يشكو منذ
سنوات من آلام في القفص الصدري والرقبة.

وأوضح قراقع أن السلطة الفلسطينية تعمل من أجل ملاحقة ومحاكمة
الإسرائيليين باعتبار ذلك حقاً للفلسطينيين ولأهالي الضحايا، وأن هناك
توجهاً لمقاضاة الإسرائيليين في المحاكم الدولية واستخدام كل أدوات
القانون الدولي من أجل حماية أسرانا القابعين في السجون الإسرائيلية حتى لا
تستمر هذه الجريمة المتواصلة.

وقال إنه لم يعد أمام الفلسطينيين سوى هذا الخيار، المتمثل في ملاحقة
الإسرائيليين، حتى يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية عن توفير الحماية للأسرى
ووقف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ترتكب بحق المعتقلين.

الموضوعالأصلي : إسرائيل: مقتل الفلسطينيين رد فعل طبيعي // المصدر : //الكاتب: elngm